"الأصدقاء الافتراضيون".
لماذا أطلق هذا المصطلح الظالم حقاً، لماذا علينا تسميتهم بالأصدقاء الافتراضيين أو الوهميين؟!.
من اليوم الأول لي على مواقع التواصل الإجتماعي وأنا أرى وأسمع هذا المصطلح الدارج، أصدقاء العالم الافتراضي، لا أدري من صاحب الفكرة البلهاء هذه، أظن أنه كان يعاني من انفصام الشخصية، أو أنه لم يوفق بصداقات افتراضية!
الصداقة الافتراضية باتت الآن ترتقي لتصبح أفضل من الصداقة الحقيقية!؛ أنا واحد من الأشخاص لديه أصدقاء بالعالم الافتراضي "الحقيقي" أفضل بكثير من الصداقات الواقعية، والعالم ما زال متشبث بمصطلح "الإفتراضيين"، لا يريد استيعاب أن الشخص عندما يتحدث مع شخص آخر على مواقع التواصل الإجتماعي يتحدث معه بجدية تامة بلا زيغ بلا خوف، يفرغ طاقاته وكبته، يخرج كل ما لديه ليصبح مطمئناً. هذا ما لا نفعله مع الاصدقاء الحقيقين، لأسباب كثيرة منها؛ أننا لا يمكننا الإفصاح عن مشاكلنا كلها مع صديق واقعي لديه نفس مشكلاتك، فلا يمكنك ذلك من التحدث إليه بصراحة بالغة؛ كي لا يظن أنك من الفضاء.
الأصدقاء الحقيقيون الظروف هي من صنعتهم، مقاعد الدراسة، الحي وكل هذا!. بالعكس من الأصدقاء الافتراضيين "الحقيقين" نحن الذين نختارهم بعناية، فلا يمكننا أن نتحدث مع شخص لا يشبه تفكيرنا ومعتقداتنا، سنتحدث معه مرة مرتين فقط. بالتأكيد لكل منا شخص إفتراضي قريب منه بشكل كبير، يفصح له بكل شيء، حتى أنه لدرجة ما يجعلنا نحب شخصاً ليس بنفس الدولة، فمثلا فلسطيني يحب أردنية، أو سورية تعشق فلسطيني، تخيلوا!، هذه المسافة والحواجز الكبيرة لا توجد بالعالم الافتراضي!
ما الذي جعلني أحبك!، ما الذي جعلها تحبني!
ربما سنجد أجوبة مختلفة بين كل شخص وآخر، ولكن أنا أجاوب أنه الحب!.
والافتراضين هم بالعالم الحقيقي!
الحب هكذا ياتي بغتة؛ يتشارك هو والموت بصفتي البغتة والعذاب، عذاب المسافات.
لذلك أنا واحد من الأشخاص أصدقائي الحقيقين هم في العالم الافتراضي!
بقلم: حسن الباشا
0 التعليقات:
إرسال تعليق